ضبط الدولار… مصرف لبنان "يكمش" الوضع
اخبار سعر صرف الدولار في لبنان
منذ عام، ومع بداية "طوفان الأقصى"، ومن ثم انخراط لبنان في "جبهة الاسناد" التي فتحها "حزب الله" في الجنوب لدعم حركة "حماس" في غزة، تأثر الوضع الاقتصادي في لبنان، ومع توسع العمليات العسكرية الاسرائيلية، من غارات طالت مختلف المناطق من الشمال حتى الجنوب والبقاع، ونزوح أبنائها من منازلهم الى مناطق تعد آمنة، والخوف من خطر حرب أوسع، اتجهت الأنظار الى سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة، خصوصاً أنه لا يزال مستقراً، لكن الخوف من تفلته.
رفع سعر الدولار حالياً غير منطقي
الخبير الاقتصادي شادي نشابة يقول في حديث لموقع "لبنان الكبير": "خلال اليومين الماضيين، بعض التطبيقات رفع سعر صرف الدولار الأميركي، لكن هذا الأمر ليس واقعياً، بل من قام بذلك، يمكن تصنيفه ضمن فئة تجار الحرب والأزمات".
ويشرح أن "هذا الأمر ليس واقعياً، فالكتلة النقدية في لبنان حالياً تتراوح بين 60 و65 تريليون دولار والألف مليار، وحجمها حوالي 650 مليون دولار، ومصرف لبنان خلال السنة الماضية، تمكن من جمع حوالي 1,8 مليار دولار أميركي، ووصل الاحتياطي بالعملة الأجنبية الى 10,9 مليارات دولار".
ويشير نشابة الى أن "مصرف لبنان ضخّ خلال هذا الأسبوع حوالي 320 مليون دولار أميركي، وهذا ما يؤدي الى استقرار في الكتلة النقدية، لذلك رفع سعر صرف الدولار حالياً غير منطقي، الى جانب الايرادات التي تدخلها وزارة المالية منذ شباط 2023 وفق سعر الصرف الحالي".
تجفيف السوق من الليرة
نقيب الصرافين مجد المصري يرى في حديث مع "لبنان الكبير" أن الليرة اللبنانية اليوم لا تزال متماسكة ومحافظة على سعرها، والسبب هو تدخل مصرف لبنان، الذي "يكمش الوضع في لبنان".
ويؤكد أن رد فعل مصرف لبنان بعد ضربة الضاحية الكبرى، كان أنه "كمش الليرة، ولم يضخها خلال ثلاثة أيام في السوق تحسباً لتفلت سعر الصرف أو حصول مضاربة، بل على العكس سحب الليرة، ولعب دوراً عكسياً، فهو وفق وظيفته يضخ الليرة في السوق حسب الحاجة، لذلك حصل الاستقرار، وقام بتعطيش السوق لليرة اللبنانية، وهو تصرف إيجابي جداً، وكان عاملاً لمنع تفلت السوق".
ويعتبر المصري أن "الليرة اقتصادياً، في ظل ظروف كهذه، تعكس صورة الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي وحتى المالي، اما في لبنان فالوضع يكون حسب القرار السياسي والتدخلات المالية التي تحصل، وحالياً نحن في تدخل مالي قوي من مصرف لبنان لكمش الليرة وعدم السماح لها بالتدهور".
الدولار 115 و136 ألف ليرة
وعن احتماليات ارتفاع سعر صرف الدولار يذكر نشابة بتقرير "ستاندر اند بورز" حول مصير الدولار، وتوقعه أن يكون 115 ألف ليرة لبنانية في العام 2025، و136 ألف ليرة لبنانية في العام 2026، وأن هذا السيناريو السيئ من الممكن حصوله في حال استمرت الحرب لفترات طويلة، فباستمرارها، مصرف لبنان غير قادر على تجميع الدولار من السوق وتخزينه، بل سيصرف من احتياطاته لوجود التزامات معينة، ما سيؤدي الى تخفيف قدرته على ضخ الأموال.
الا أن نشابة يؤكد أن هذا السيناريو هو في حال استمرت الحرب وعلى فترات طويلة، وليس الآن، وفي حال أقفلت المصارف أيضاً، وذلك لارتفاع الطلب حينها على الدولار بصورة كبيرة وعدم توافره، مشدداً على أن "مصرف لبنان قادر على فترات أشهر على ضخ كل شهر 200 أو 300 مليون دولار ليحافظ على الكتلة النقدية".
ويوضح أن "هناك اجتماعاً خلال هذا الشهر بخصوص وضع لبنان على اللائحة الرمادية، وإن تم وضعه فمن الممكن أن تتأثر التحويلات المالية اليه، وتخف، وذلك لحصول تدقيق فيها".
ويلفت أيضاً الى إيرادات وزارة المالية وفق سعر الصرف، "ففي حال توسعت الحرب، لن تتمكن من تحصيل هذه الايرادات، ما يؤدي الى تكبير الكتلة النقدية، مشيراً الى قدرة مصرف لبنان حالياً على ضبط الكتلة النقدية خلال الأشهر المقبلة، لكن الخوف في حال امتدت الحرب وحصول ظروف قاهرة كالتي ذكرت.