77 ألف دولار سنوياً لعلاج قد يسبب نزيفاً دماغياً!
اخبار سعر صرف الدولار في لبنان
كشفت دراسة جديدة عن المخاطر المرتبطة بدواء «دونانيماب» (Donanemab)، أحدث العلاجات المبتكرة لمرض ألزهايمر، إذ تبين أن ما يصل إلى ثلث المرضى قد يعانون من نزيف دماغي بسبب هذا الدواء.
طُوِّر «دونانيماب» الذي يُسوَّق في الولايات المتحدة تحت اسم «كيسونلا» (Kisunla)، من قِبل شركة «إيلي ليلي»، وحصل على موافقة «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA) في 2 تموز (يوليو) الماضي. ينتمي الدواء إلى فئة جديدة من العلاجات التي وُصِفت بأنها «رائدة» في مكافحة المرض، باعتبارها أول «علاجات مُعدّلة» لمسار ألزهايمر.
تعمل هذه الأدوية عن طريق إنتاج أجسام مضادة تستهدف بروتين «بيتا أميلويد»، الذي يُعتقد أنه السبب الرئيسي للمرض، لكنها تشترك أيضاً في المخاطر نفسها.
ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أكدت الدراسة الجديدة التي أجرتها الشركة المُصنّعة للدواء، صحة المخاوف السابقة بشأن آثاره الجانبية الخطيرة. فقد وُجد أن خطر الإصابة بحالة تُعرف بـ «تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد» (Amyloid-Related Imaging Abnormalities - ARIA)، والتي تُسبب تورّماً ونزيفاً في الدماغ، يتضاعف عند استخدام الدواء.
استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 3 آلاف مريض ألزهايمر في مراحله المبكرة، تراوح أعمارهم بين 60 و85 عاماً، خضعوا لتجربتين منفصلتين على مدار ثلاث سنوات. وكشفت النتائج أنّ المرضى الذين أصيبوا بأشد حالات ARIA بدأت تظهر لديهم الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج.
في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، حصل «دونانيماب» على موافقة «هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية» (MHRA) في المملكة المتحدة، لكنّه واجه حظراً من قِبل «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» (NHS) إلى جانب دواء «ليكانيماب» (Lecanemab)، بسبب فوائدهما «الضئيلة جداً» مقارنة بتكلفتهما العالية.
ورغم الحظر، بدأت بعض العيادات الخاصة في لندن بتقديم الدواء بأسعار مرتفعة، إذ حددت إحدى العيادات سعره بما يعادل 77 ألف دولار أميركي، وأعطت أولى جرعاته في كانون الثاني (يناير) الماضي.
من جانبه، صرّح رئيس تحرير «مجلة ألزهايمر»، جورج بيري، لـ «المجلة الطبية البريطانية» بأنّ الأدوية الجديدة المضادة للأميلويد، مثل أدوكانيماب (Aducanumab) وليكانيماب، تُظهر جميعها تباطؤاً غير ملحوظ في تدهور الخرف، وسط آثار جانبية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
كما أثارت الموافقة على «دونانيماب» تساؤلات حول تضارب المصالح داخل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، إذ كشفت «المجلة الطبية البريطانية» عن تلقي ثلاثة مستشارين، ممن أوصوا بمنح الموافقة على الدواء، مدفوعات مباشرة أو تمويلاً بحثياً من الشركة المُصنّعة له، ما يثير مخاوف بشأن تأثير المصالح المالية على القرارات الطبية.