الروبل يتفوّق على الذهب: مكاسب بـ38% مقابل الدولار
اخبار سعر صرف الدولار في لبنان
نبيل الجبيلي نقلاً عن "إيلاف"
بعد عقوبات راهنت عليها واشنطن من أجل تدمير الاقتصاد الروسي، عاد الروبل ليسجّل ارتفاعات قياسية جعلته “العملة الأقوى” أداء على مستوى العالم خلال العام الحالي، متفوقا بذلك على الذهب الذي يُعد ملاذا تقليديا آمنا.
الروبل سجّل مكاسب بلغت 38 في المئة مقابل الدولار، مدعوما بعوامل داخلية وخارجية، أبرزها:
1- أسعار الفائدة المحلية المرتفعة بشكل قياسيّ.
2- دخول الدولار نَفَق الضغوط المتزايدة، بسبب تصاعد حروب الإدارة الأميركية التجارية.
وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا تجارية ضد حلفائه الغربيين، فرض من خلالها مجموعة غير مسبوقة من الرسوم الجمركية. هذه الرسوم فاجأت الأسواق بحجمها وبشدتها، وخلقت أجواء قلق جعلت المستثمرين يتوقعون تباطؤا اقتصاديا حادا، ترافق مع هبوط في قيمة الدولار الأميركي.
كان الروبل معفى من ضغوط هروب رؤوس الأموال، وذلك لأنّ القيود المفروضة على حركة رأس المال في روسيا وفرّت حماية كبيرة للاقتصاد، كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض المحلي أدى دورا فاعلا في دعم العملة الروسية.
في المقابل، كان الروبل معفى من ضغوط هروب رؤوس الأموال، وذلك لأنّ القيود المفروضة على حركة رأس المال في روسيا وفرّت حماية كبيرة للاقتصاد، كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض المحلي أدى دورا فاعلا في دعم العملة الروسية.
وبالرغم من استمرار العقوبات الغربية على روسيا منذ بداية الحرب الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022، فإنّ العوامل المحلية ساهمت في تعزيز الروبل بمواجهة ضعف الدولار. لكن في المقابل، فإن هذه الميزة تسببت بتراجع سعر برميل النفط، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص إيرادات الطاقة الروسية.
ويواصل المصرف المركزي الروسي المحافظة على سياسة نقدية حذرة من أجل الحد من التضخّم، حيث يبلغ سعر الفائدة الأساسي 21 في المئة، وهو ما ساهم في تقليص الطلب على العملات الأجنبية في الداخل الروسي. وفي الوقت ذاته، تُلزم السلطات الروسية المُصدّرين ببيع جزء من عائداتهم بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، ما يضيف مزيدا من الدعم للروبل.
ولم يتوقف تألق الروبل على هذه العوامل فحسب، فقد أدى الانفراج بملف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، واحتمال لقاء زعيم الكرملين فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب، إلى إعادة جاذبية العملة الروسية كخيار جيد في صفقات “تجارة الفائدة”، التي تعني الاقتراض بعملة منخفضة الفائدة مقابل الاستثمار بأخرى عالية العائد.
وعلى الرغم من استمرار مخاطر العقوبات، فإنّ المستثمرين الأجانب يتجهون إلى الدول الحليفة لروسيا من أجل الوصول إلى الأصول المقوّمة بالروبل ذات العوائد المرتفعة، بينما تسعى الشركات الروسية إلى إعادة تمويل ديونها المحلية عبر قروض أرخص مقومة باليوان الصيني، مما يدفع إلى مزيد من تحويل العملات الأجنبية إلى الروبل.
ومع انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، استمرت تقلبات سياسات الرسوم الجمركية الأميركية، وهو ما زاد من مخاوف المستثمرين تجاه الأصول الأميركية، التي أضعفت ثقتهم بالدولار وسندات الخزانة باعتبارهما ملاذين غير آمنين.
هذا وتوجه المستثمرون نحو الذهب مع تصفية حيازاتهم من الدولار، في ظل توقعات بتفاقم الاضطرابات وحال عدم اليقين، تزامنا مع قفز الذهب بنسبة 26 في المئة منذ بداية العام، ليحتل المرتبة الثانية بعد الروبل في قائمة الأصول الأفضل أداء أمام الدولار.
حلّ الروبل الروسي أولا بمكاسب بلغت 38 في المئة، بينما ثبت الذهب نفسه في المركز الثاني بمكاسب وصلت إلى 26 في المئة، تلاه الكرونا السويدي بـ14 في المئة، كما حلّت الفضة رابعة بـ12 في المئة.
وحلّ الروبل الروسي أولا بمكاسب بلغت 38 في المئة، بينما ثبت الذهب نفسه في المركز الثاني بمكاسب وصلت إلى 26 في المئة، تلاه الكرونا السويدي بـ14 في المئة، كما حلّت الفضة رابعة بـ12 في المئة.
وبحسب الخبراء، فقد استفاد الروبل من 3 تطورات، منذ بداية العام:
1- تحسّن العلاقات بين بوتين وترامب، وهو ما عزّز الثقة في الأسواق الروسية.
2- السياسة النقدية المتشددة التي قلّلت من الطلب المحلي على الواردات، وزادت من المعروض الصافي من العملات الأجنبية.
3- استخدام الحكومة الروسية لصندوق الثروة الوطني، من أجل بيع العملات الصعبة وتحقيق التوازن في مواجهة انخفاض أسعار النفط.
وفاجأ صعود الروبل الحكومة الروسية، التي بنت موازنة عام 2025 على سعر صرف متوسط يبلغ 96.5 روبلا مقابل الدولار، أي أضعف بنسبة 14 في المئة من المستوى الحالي.
وأشار المركزي الروسي في ملخص مناقشاته بشأن سعر الفائدة الأساسي إلى أن ارتفاع الروبل قد يكون ناجما عن تجدّد اهتمام المستثمرين بالأصول الروسية، وسط تحسن نسبي في الأوضاع الجيوسياسية. كما رجح التقرير أن يكون سعر الفائدة الأساسي المرتفع نسبيا أحد العوامل الداعمة للعملة.